يستغيث آلاف من الروهينغا المسلمين في شمال غرب ميانمار، الذي يعصف به العنف، بالسلطات للسماح لهم بمرور آمن من قريتين نائيتين انفصلتا عن العالم الخارجي بسبب البوذيين المعادين ونقص الغذاء.
وقال ماونغ ماونغ، وهو مسؤول من الروهينغا في قرية (آه نوك بين)، لرويترز عبر الهاتف: "نشعر بالرعب. سنموت من الجوع قريباً وهم يهددون بحرق منازلنا".
وأضاف شخص آخر من الروهينغا اتصلت به رويترز وطلب عدم نشر اسمه، إن بوذيين من ولاية راخين قدموا إلى نفس القرية وصاحوا قائلين: "غادروا وإلا سنقتلكم جميعاً".
وانهارت العلاقات الهشة في الأصل بين سكان القرية وجيرانهم في راخين في 25 أغسطس/آب؛ عندما تسببت هجمات دموية من متشددين من الروهينغا في رد فعل عنيف من جانب قوات الأمن.
ومنذ ذلك الحين فرّ 430 ألف مسلم على الأقل إلى بنغلاديش المجاورة تفادياً لما وصفته الأمم المتحدة بأنه "مثال نموذجي على التطهير العرقي".
#مسلمي_الروهنجيا #ارهاب_بورما
— اتح.جمعيات الروهنجيا (@ara_rohingya) September 17, 2017
معاناة التهجير القسري والتشريد!!
الصورة تتحدث عن نفسها
بيوت الشعب #الروهنجيا النازحين في #بنغلاديش. pic.twitter.com/SvtjkweIaU
وكان مليون من الروهينغا يعيشون في ولاية راخين حتى نشوب أعمال العنف الأخيرة. ويواجه أغلبهم قيوداً شديدة على السفر ويعتبرهم الكثير من البوذيين مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش.
وقال تن موانج سوي، أمين حكومة ولاية راخين، لرويترز إنه يعمل عن كثب مع السلطات في منطقة راثيدوانج وإنه لم يتلق معلومات بشأن مناشدة من الروهينغا لتوفير ممر آمن.
وأكد عندما سُئل عن التوترات المحلية: "لا شيء يدعو للقلق. راثيدونج الجنوبية آمنة تماماً".
وقال ميو تو سو المتحدث باسم الشرطة إنه ليس لديه معلومات بشأن قرى الروهينغا لكنه أوضح أنه سينظر في الأمر.
وتقع قرية (آه نوك بين) في شبه جزيرة تحفها الأشجار المدارية في راثيدونج وهي واحدة من ثلاث مناطق رئيسية في ولاية راخين.
وحتى 3 أسابيع ماضية كانت توجد 21 قرية مسلمة في راثيدونج، علاوة على 3 مخيمات للمسلمين الذين شردتهم أعمال عنف ديني سابقة. لكن السكان تركوا 16 قرية وجميع المخيمات وأحرقت بعضها.
ويقول مراقبون لحقوق الإنسان إن القرى الخمس المتبقية في راثيدونج وسكانها البالغ عددهم نحو ثمانية آلاف شخص يحاصرها بوذيون من راخين ومعرضة للخطر بشكل كبير.
والموقف سيئ على نحو خاص في (آه نوك بين) وقرية (ناوج بين جي) لأن أي طريق للهرب إلى بنغلاديش طويل ومرهق ومغلق في بعض الأحيان من قبل سكان معادين من راخين.
وقال ماونج ماونج، المسؤول المنتمي للروهينغا، إن القرويين يقبلون الرحيل مكرهين لكن السلطات لم ترد على طلباتهم بشأن توفير الأمن. وأضاف أن القرويين يسمعون خلال الليل إطلاق نار من بعيد.
لكن تين أونغ، وهو مسؤول من راثيدونغ، رفض مزاعم الروهينغا بتعرضهم لتهديدات من سكان راخين وقال: "من الأفضل لهم أن يذهبوا إلى مكان آخر".
"It is not an equal fight. We are facing extinction."
— Al Jazeera English (@AJEnglish) September 16, 2017
A Message to the world from a Rohingya Muslim. https://t.co/xshGxhDNFN pic.twitter.com/lNsA1P9xuc
ووقع هجومان فقط من هجمات جماعة (جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان) في راثيدونج. لكن المنطقة كانت مصدراً للتوتر الديني حيث يقول أعضاء جماعة جيش أراكان إن سوء معاملة الروهينغا هناك أحد مبررات الهجمات التي يقومون بها.
وفي أواخر يوليو/تموز، حاصر سكان من الراخين من قرية كبيرة مختلطة في شمال راثيدونج مئات من الروهينغا داخل أحيائهم ومنعوهم من الوصول للأغذية والمياه.
وتكرر ذات الموقف في جنوب راثيدونج، حيث قال مسؤولون محليون من راخين إن إمكانية تسلل مقاتلين من جماعة جيش تحرير أراكان هي سبب طرد الروهينغا المتبقين.