منح الرئيس الأميركي تفويضاً سرياً للاستخبارات المركزية من أجل استخدام طائرات من دون طيار لشن غارات ضد إرهابيين محتملين، في تحوّل في السياسة التي اتبعها الرئيس السابق باراك أوباما لتحديد دور الاستخبارات العسكري وبما يعيد فتح الحرب الداخلية بين "سي آي ايه" والبنتاغون.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" التي نقلت هذه المعلومات عن مسؤولين أميركيين أن السلطة الجديدة الممنوحة للاستخبارات تختلف كثيراً عن سياسة التعاون التي كانت متبعة في نهاية عهد أوباما حيث كانت "سي آي ايه" تستخدم طائرات الاستطلاع وغيرها من الطرق الاستخبارية من أجل تحديد أماكن الإرهابيين المشتبه بهم ومن ثمّ يقوم الجيش بشن الغارة. ومن أبرز الأمثلة الغارة التي قتلت زعيم طالبان الملا أختر منصور في أيار/ مايو 2016 في باكستان.
وكشفت الصحيفة أن "سي آي ايه" استخدمت للمرة الأولى هذه الصلاحية في نهاية شباط/ فبراير الماضي في الغارة التي استهدفت أبو الخير المصري أحد زعماء القاعدة في سوريا. يذكر أنه جرى الإعلان عن الغارة لكن لم يعرف أحداً أن الاستخبارات هي التي نفذتها، فيما لا يزال المسؤولون الأميركيون يقيّمون نتائج الضربة. ورفض المتحدثان باسم البنتاغون و"سي آي ايه" التعليق على هذه المعلومات.
وبحسب الصحيفة فإن ترامب منح هذا التفويض لـ"سي آي ايه" بعد وقت قصير من اجتماعه مع مسؤولي الاستخبارات في مقر الوكالة في 21 كانون الثاني/ يناير غداة تنصيبه.
ونقلت عن نائب مدير مكتب واشنطن للاتحاد الأميركي للحريات المدنية كريستوفر أندرز أن "هناك الكثير من المشاكل في برنامج الطائرات من دون طيار والأهداف لكن على "سي آي ايه" البقاء خارج هذا الموضوع" معتبراً أن على البنتاغون تنفيذ مثل هذه الغارات بما يسمح بمحاسبة أكثر شفافية من قبل صانعي السياسات وأعضاء الكونغرس والرأي العام الأميركي.
وأضاف أندرز إنه "لا مشكلة في لعب "سي آي ايه" دوراً مساعداً في تحديد الأهداف لكن القرار حول شن الغارة أو عدمه يجب أن يكون نابعاً من القيادة العسكرية" لافتاً إلى أن "الاستخبارات يجب أن تلعب دوراً في جمع المعلومات وتحليلها لا أن تلعب دوراً عسكرياً".
وقال مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون للصحيفة "إن منح المزيد من الصلاحيات لـ"سي آي ايه" لتنفيذ غارات يمكن أن يقوّض أمر ترامب في تصعيد الحرب ضد داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات المسلّحة لأن عملياتها عادة ما تكون أكثر تأنياً". لكن من الممكن أيضاً في المقابل أن يؤدي إطلاق يد "سي آي ايه" لتنفيذ العمليات بنفسها وعدم العودة إلى البنتاغون إلى تسارع وتيرة الغارات.