مَن يكتشف أنه أقيل من منصبه بخبر عاجل يظهر على شاشات التلفزة دون علمه المسبق؟! هذا ما حدث مع مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) جيمس كومي، أثناء إلقائه خطاباً أمام موظفي مكتب التحقيقات بلوس أنجلوس الثلاثاء 9 مايو/أيار الجاري.
وربما لا تحدث مثل هذه الواقعة سوى في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اعتاد منذ وصوله إلى البيت الأبيض مفاجأةَ مَن حوله بقراراته الصادمة.
كومي، كان يقود التحقيق الذي تجريه وكالته في مزاعم التدخل الروسي في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية العام الماضي والتواطؤ المحتمل مع حملة ترامب.
وبحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن كومي وإثر مشاهدته الخبر على شاشة التلفاز من خلفه، اعتقد أنها مزحة ما.
لكن، تم تأكيد الخبر له عندما انتقل إلى مكتب مجاور.
ويقول أحد مسؤولي الـ"إف بي آي"، إن كومي كان مصدوماً، مفاجأً جداً، وفق ما ذكرته "إيه بي سي نيوز".
وبعد سماعه الخبر، غادر كومي كاليفورنيا في موكب ضخم تم تصويره بطائرة مروحية حتى وصوله إلى مطار لوس أنجلوس، حيث استقل الطائرة عائداً إلى واشنطن.
القرار الذي شكّل صدمة في واشنطن، برّره ترامب بأنه جاء نتيجة للطريقة التي تعامل بها كومي مع فضيحة تتعلق برسائل إلكترونية شملت المرشحة الديمقراطية للرئاسة في ذلك الوقت هيلاري كلينتون. وسارع الديمقراطيون باتهام ترامب بوجود دوافع سياسية وراء قراره إقالة كومي.
وكان كومي قد أثار الجدل بشأن موقفه من تحقيق في استخدام كلينتون بريدها الإلكتروني الخاص خلال عملها وزيرة للخارجية. وأوضح مكتب الـ"إف بي آي" الثلاثاء 9 مايو/أيار الجاري، التصريحات التي أدلى بها كومي بشأن المسألة الأسبوع الماضي.