استمتعوا بهذه الايام الماطرة في جنوب كاليفورنيا (Southern California) لانها لن تدوم للابد, الصيف سيكون هنا قبل ان تعرفوا حتى واذا استمرت الامور على منوالها سيكون صيفا حارا.
عالميا سنة 2016 سجلت اعلى درجارت حرارة عالميا. هنا في لوس انجلوس (Los Angeles) الحرارة حطمت ارقامها القياسية اثناء موجة الحرارة الحارقة التي وصلت الى 100 درجة فهرنهايت (37.7 سيليزيوس) لمدة خمسة ايام على التوالي.
كجزء من خطة شاملة لمساعدة لوس انجلوس للعيش ضمن وسائلها البيئية, تعهد جراسيتي (Garcetti) بتخفيض متوسط درجات الحرارة في العاصمة ثلاث درجات في العشرين سنة المقبلة.
انه هدف نبيل ليس فقط لانه سيجعلكم مرتاحين اكثر بل لانه سيخفف من استهلاك الطاقة ويحسن جودة الهواء. ويمكنه ايضا انقاذ حياة بعض الناس حيث ان درجارت الحرارة العالية تتسبب بمقتل الكثيرين كل عام اكثر من العواصف, الفيضانات اوالاعاصير.
النماذج المناخية تشير بانه بحلول عام 2050 ستتجاوز درجات الحرارة في وسط مدينة لوس انجلوس 95 درجة فهرنهايت لمدة 22 يوما في السنة , في عام 1990 ستة ايام فقط اتسمت بنفس الحرارة. وادي سان فرناندو (The San Fernando Valley) من المتوقع ان ينال 92 يوما من هذه الحرارة العالية كل سنة مقارنة مع 54 عام 1990.
خطة العمدة لتبريد المنطقة لا تعوض جميع الاثار الناجمة عن التغير المناخي.
" لا يمكننا التحكم بالجو" قال مات بيترسون (Matt Petersen) الرئيس التنفيذي لمكتب العمدة.
في اوئل شهر تموز اقنع فريق بيترسون مجموعة من 20 شخص من موظفو الخدمة المدنية وعلماء في الجامعة لتحديد كيفية تخفيض درجة حرارة المدينة تماشيا مع ما كان ممكن ان يكون لو لم تتطور لوس انجلوس ابدا.
المدينة تعاونت ايضاً مع المهندس البيئي من جامعة جنوب كاليفورنيا جورج بان-ويس (George Ban-Weis) حيث صرح المهندس المخضرم في مختبر لورنس بيركلي الوطني للحرارة أنه لا يوجد مكان أفضل لتجربة الطرق المتعددة لتخفيض الحرارة من لوس انجلوس.
حيث قال انه ومع كل هذا التنوع في المدينة لا يمكن الحصول على مكان أفضل لدراسة المناخ والأرصاد الجوية.
المناطق المأهولة هي المسؤولة عن المشكلة. أكثر من نصف المدينة مغطى بأسقف وارصفة سوداء حيث أن الاسفلت يمتص 90% من حرارة الشمس ويقوم بتسخين الهواء حوله حتى انه يحتفظ بالحرارة الساخنة ساعات بعد غياب الشمس.
الحل لهذه المشكلة هي باستبدال هذه الأسطح بمواد ذات تقنية عالية لتعكس اشعة الشمس وتظل باردة خلال النهار والليل.
في عام 2015 اختبرت هذه الأرصفة الباردة على موقف سيارات مجمع بالبو الرياضي في انسينو (Encino). كانت درجة حرارة السطح الجديد 11 درجة أبرد من السطح الاعتيادي في منتصف بعد الظهر.
بعض المناطق في المدينة تحتاج إلى تبريد أكثر من غيرها، العامل الأكبر في المناطق الشرقية هو تأثير سيم البحر حيث أن الرياح تتحرك باتجاه الشرق فانها تحمل معها حرارة الأرض للداخل.
بان-ويس وفريقه استخدموا نماذج حاسوبية لتحديد اكثر المناطق حرارة في لوس انجلوس مقارنة بالمناطق التي حولها ( مركز مدينة لوس انجلوس (downtown L.A), نورثريدج Northridge) وتلك التي تتسم ببرودتها (جنوب باسادينا South Pasadena, سان مارينو San Marino) .
قال بان-ويسر " نحن نصرف الكثير من الوقت والمجهود لكي نستطيع تحديد أفضل مكان لوضع محطات الطقس , نحن سنحرص على أننا وضعناهم في موقع لكي نقيس تأثير درجة حرارة الجزيرة وليس الإشارة من المحيط"
المهمة شاقة جدا حيث أنهم سيقضون ساعات يتجولون في الشوارع والأحياء المنشودة للحصول على قياسات دقيقة.
قال بترسون بان عملاً كهذا سوف يساعد المدينة لاكتشاف أي منطقة يجب تبريدها وأي افضل الاستراتيجيات الواجب اتخاذها. بحلول عام 2019 هو أمل بان تتكون فكرة أفضل عن كيفية الوصول الى هدف تخفيض درجات الحرارة 3 درجات وأفضل الطرق لتحقيق ذلك.
تبريد لوس انجلوس ما زال بعيدا بسنوات عن تحقيقه لكن بدأت بنيته التحتية بالتشكل.