يبدو أن بعض العباءات المعروضة في مسلسل Game of Thrones، المستوحى من القصص التاريخية والأساطير القديمة، مشتراة من مصدر عصري؛ بل من اسم تجاري يعد نموذجاً للحياة الحديثة المناقضة تماماً لما يمثله المسلسل.
بالتأكيد، إنها مفاجأة لمتابعي ومحبي المسلسل الذين يتوقعون أن مصممي الأزياء يجوبون حواري مدن عريقة بحثاً عن أزياء عتيقة تتناسب مع عملهم، أو أنهم يصممونها بأنفسهم في استديوهات خاصة تستوحي أفكارها من كتب التاريخ وصور الشخصيات الخرافية.
قد يكونون يفعلون ذلك بالفعل، إلا أنه إذا كان العمل في تصميم أزياء العروض التلفزيونية وظيفة هائلة ومرهقة- فإن الأمر يصبح أسوأ في حالة مسلسل مثل Game of Thrones ؛ إذ يكون هؤلاء المصممون مسؤولين عن الملابس التي يرتديها مئات ومئات من الأشخاص في كل موسم.
ففي مسلسل بطاقم عمل كبير كما هو الحال بمسلسل Game of Thrones، الذي يمتلك كلا العنصرين، التاريخي والفانتازيا، تكون الوظيفة شديدة الضخامة؛ ولذا عليهم أن يكونوا مبتكرين ومتنوعين في مصادر عملهم، وهكذا وصل بهم الحال، في إطار بحثهم المحموم عن التنوع، أنهم لجأوا إلى شراء سجاد من إيكيا -أكبر شركة أثاث في العالم- لصنع عباءات حرّاس الليل بالمسلسل.
وحسبما ذكر موقع Buzz Feed مؤخراً، تحدثت ميشيل كلابتون، مصممة الأزياء للمواسم الخمسة الأولى- بمتحف "غيتي" في لوس أنجلوس، العام الماضي 2017. وخلال محاضرتها، أطلقت اعترافاً مدهشاً تسبب في ارتفاع ضحكات الجمهور؛ إذ كشفت أن العباءات التي يرتديها حراس الليل مصنوعة من سجاد ابتيع من إيكيا، أكبر شركة أثاث في العالم حسب تقرير لموقع Screen Rant.
ويتوجب على طاقم أزياء مسلسل "صراع العروش" أن يوفروا ملابس لأشخاص يتجاوز عددهم العدد الذي تعمل من أجله معظم أطقم مصممي الأزياء في المسلسلات الأخرى؛ إذ قد يصل إلى آلاف بكل أريحية. كما يتوجب عليهم أيضاً أن يضعوا نصب أعينهم الاتساق بين قطعة الأزياء وعنصر الفانتازيا الذي ستؤديه وأيضاً الفترة الزمنية المقدرة له.
وينبغي لهم أن يتعاملوا أيضاً مع كيفية امتلاك المسلسل ثقافات عديدة من مناطق عديدة للممالك السبع. ونتيجة للمناخ والتاريخ الشخصي، لا يرتدي أهل "ونترفيل" الملابس نفسها التي يرتديها أهل "دورن"، ولا يشبه أي منهما الملابس التي يرتديها الدوثراكي. كما تختلف الملابس الملكية كلياً عن ملابس القادة الدينيين. وأيضاً تختلف أنواع الدروع التي لدى كل جيش من بين الجيوش المتعددة.