حذرت صحف عربية من تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن التغير المناخي.
أبرزت صحف حالة الغضب العالمي تجاه القرار، ووصفه بعض الكتاب بأنه " الأكثر خطورة منذ دخول ترامب البيت الأبيض"، بينما فند آخرون النتائج المترتبة على القرار وأثرها على التغيرات المناخية في كوكب الأرض.
في صحيفة الأهرام المصرية، أشار هاني عسل إلى أن نية ترامب "كانت مبيتة لتمزيق هذا الاتفاق واعتباره غير ملزم" منذ حملته الرئاسية قبل نوفمبر/تشرين الأول الماضي.
وحذر عسل من "نتائج كارثية"، مضيفاً أنه "على الرغم من أن قادة دول العالم أصدروا خلال الساعات الماضية تصريحات 'عنترية' عن ضرورة استمرار جهود محاربة التغير المناخي، فإن الحقيقة المؤسفة تشير إلى أن هذه الجهود تلقت ضربة في مقتل... بل يمكن القول إن القرار الأمريكي 'شهادة وفاة' للاتفاق، نظراً لأنه سيكون من الصعب على باقي الدول الموقعة عليه الوفاء بأهدافه بمفردها".
ورأت جريدة الرأي الكويتية أن ترامب "يُغامر بمستقبل الكوكب"، مؤكدة أنه "صدم العالم بسحب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ"، ووصفت القرار بأنه "الأكثر خطورة منذ دخول ترامب البيت الأبيض".
بالمثل قالت أخبار الخليج البحرينية إن قرار ترامب "يتخطى مسألة المناخ، ليعطي مؤشرا إلى الدور الذي تعتزم أمريكا أن تلعبه على الساحة الدولية في عهد ترامب. وهو قد يعطي وزناً أكبر للصين التي فرضت نفسها كبلد رائد في 'دبلوماسية المناخ'".
وفي سياق متصل، أشارعبد النور بن عنتر في مقاله بصحيفة العربي الجديد اللندنية إلى أن "المشكلة الأولى مع هذه القرار، غير المفاجئ، هي أن أمريكا هي ثاني أكبر مصدر لانبعاث الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري بعد الصين، وبالتالي، يقوّض انسحابها الجهود الدولية لحماية التوازن البيئي، ويشير قرارها هذا إلى انتهاجها سياسةً لا ترقى إلى مقامها ودورها في السياسة العالمية".
وأضاف بن عنتر: "حوَّل ترامب أميركا من قوة دافعة نحو الحد من الاحتباس الحراري إلى قوة انعزالية، تضع نفسها في جهة، وبقية العالم في جهة. وهناك مخاطر سير دول أخرى على خطى الولايات المتحدة، والإعلان عن الانسحاب من الاتفاق المناخي، مما يعني إفراغه من محتواه تدريجياً، فقد تتعذّر دول بالحجج نفسها التي ساقها ترامب، وتنسحب منه ولو مؤقتاً".
وحذرت القدس اللندنية في افتتاحيتها من أن "سحب حصّة أمريكا من دعم الاتفاقية سيضرّ حقّاً بباقي بلدان العالم، وسيؤدي إلى معاناة هائلة للبلدان التي تعيش 'على الخط الأمامي للتغير المناخي' حيث سيقلص موارد المياه وهطول الأمطار ويؤثر على الإنتاج الزراعي ومصائد الأسماك ويساهم في سوء التغذية والأمراض المعدية والسيول وأسعار الغذاء".
كما حذرت الصحيفة من أن القرار نفسه "سيضرّ البيئة الأمريكية وصناعاتها الأكثر تفوقاً في العالم، في مجالات الإبداع كافّة، التكنولوجية والرقمية والاقتصادية والغذائية"، مضيفة أن "ما قام به ترامب لا يتعلّق بـ'أمريكا أولاً' بل بالجزء العنصري والجشع والمتغطرس فيها، بحيث يهتمّ بمصالحه اليوم والآن ولو كان ذلك على حساب أولاده وأحفاده، وهو بالتالي ليس ضد العالم فحسب بل ضد أمريكا ذاتها".
أما محمد عبد الرحمن فكتب في صحيفة "اليوم السابع" المصرية: "قرار الرئيس الأمريكي الأخير جاء متفقاً مع ما ذكره المفكر والفيلسوف الشهير 'نعوم تشومسكى' قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية حين صرح بأن الجنس البشرى يواجه تحدياً غير مسبوق في تاريخ البشرية، وأن العالم يقف على مفترق طرق لم نشهده من قبل، وعلينا أن نقرر ما إذا كنا نرغب في إنقاذ البشرية ونحافظ عليها كما عرفناها، أم أننا سنخلق دماراً شديداً لا يمكن تصوره".